
خط الفن الزمني- بقلم منى الروبي
منذ فجر الإنسانية كان الفن نبضاً وجوهراً للثقافات، يعكس روح الشعوب ويكشف عن طموحاتها وأحلامها. في عمق الكهوف، كما نرى في كهف لاسكو بفرنسا وكهوف ألتاميرا في إسبانيا، رُسِمت لوحات تروي قصص الصيد والحياة، وهي بداية التصوير الفني الذي يعدّ الجذر الأول للفن التشكيلي.
أما في المكسيك، فقد ازدهرت حضارة الأزتيك بما تركته من لوحات ومنحوتات تُصوّر المعتقدات الدينية، مثل الأهرامات الحجرية التي بُنيت تكريماً للآلهة، كما برع في فنونهم “دييغو ريفيرا” في العصر الحديث. في حضارة وادي النيل (حضاره كيميت ) ، كان الفن تعبيراً عن الحياة الآخرة والخلود، وقد خلّد الكيميتين رموزهم في المعابد والأهرامات، حيث جسّد فنانوهم ملامح الحياة اليومية والحياة بعد الموت .
في بابل، برع الفنانون في هندسة الحدائق المعلقة ونحت الأختام الأسطوانية، حيث تركوا تأثيراً كبيراً على فنون العراق القديمة. و كذلك اختام حضاره دلمون الشهيره و التي سافرد لها مقالات لافند علمتها من الناحيه التجايرية و الاجتماعيه و الحياتية عموما . أما روما، فقد أبدعت في فن العمارة والنحت، وأسست لجماليات جديدة انتقلت إلى أوروبا الحديثة، مثلما فعل مايكل أنجلو لاحقاً في عصر النهضة.
في أفريقيا، تفرد الأمازيغ والأحباش بفن النحت والنسيج، حيث تعبر منحوتاتهم عن قوى الطبيعة والروحانية. أما حضارة كوش في السودان، وهي بدايه حضاره كيميت الممتده فقد أبدعوا في النحت والتماثيل التي كانت رمزاً للملوك والكهنة. وصولاً إلى حضارة الآزتك والمايا والأفارقة والأمريكيين الأصليين، حيث تميزت كل ثقافة بفنونها الخاصة التي كانت جزءاً لا يتجزأ من طقوسهم ومعتقداتهم.
الفن هو اللغة العالمية التي تجمع الشعوب، هو السجل الخالد لأفراحها وأحزانها، ولن نجد حضارة على مرّ التاريخ خلت من الفن أو تجاهلت دوره الا تلك الايدلوجيات المتحجره التي لم تنتج للانسانيه الا الشقاء .