
للألم و الأمل لوحه اسمها فريدا-بقلم منى الروبي
عبر هذه المقالة ساكمل الحديث عن العلاج بالفن، هو استخدام الأنشطة الإبداعية، مثل الرسم والنحت، كوسيلة للتعبير عن الذات والتعامل مع العواطف والمشاعر الصعبة. كما اسلفت في مقالاتي السابقه يعد هذا النوع من العلاج وسيلة فعّالة لمعالجة صدمات نفسية أو أزمات عاطفية، حيث يتيح للأفراد تحويل المشاعر السلبية إلى إبداع وتعبير فني.
ومن أبرز الأمثلة على تأثير الفن في حياة الأفراد، يأتي اسم الرسامة المكسيكية الشهيرة فريدا كاهلو، التي تُعد واحدة من أهم فناني القرن العشرين. وُلدت فريدا كاهلو في 6 يوليو 1907 في كويواكان، مكسيكو سيتي، ومرت بظروف صحية ونفسية صعبة أثرت على حياتها وفنها. في سن الثامنة عشرة، تعرضت فريدا لحادث سير مأساوي أُصيب فيه جسدها بشكل بالغ، وترك الحادث أثراً عميقاً في نفسها وجسدها، حيث خضعت لعدة عمليات جراحية وأجبرت على البقاء في الفراش لفترات طويلة. دفعها هذا الوضع الصعب إلى البدء في الرسم، ليصبح الفن وسيلتها للهروب من الألم والتعبير عن مشاعرها.
تعتبر أعمال فريدا كاهلو انعكاسًا عميقًا لمعاناتها ورغباتها في التعافي والتحرر من القيود الجسدية والنفسية، من خلال لوحاتها، استطاعت تصوير آلامها وجسدها المثخن بالجروح بطريقة جريئة وصريحة، أعمالها لم تقتصر على التحديات الجسدية فقط، بل عكست أيضًا معاناة النساء والمجتمع المكسيكي، جسّدت في لوحاتها أمنياتها في الحرية والقوة والحياة رغم كل الظروف الصعبة التي واجهتها، فكانت لوحاتها مرآة لروحها القوية وشجاعتها.
كانت فريدا تتمتع بشخصية فريدة ومثيرة للجدل، حيث كانت ترتدي أزياء تقليدية، وتعتز بجذورها المكسيكية، وتتحلى بروح ساخرة. حظيت حياتها بالكثير من الطرافة، وكانت تعتبرها مغامرة مليئة بالفرح والحزن على حد سواء. حصلت فريدا على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لفنها الفريد، حيث أقامت معارض في المكسيك والولايات المتحدة، وحققت شهرة عالمية قبل وفاتها.